tag:blogger.com,1999:blog-2716534628297309241.post1077135165535521961..comments2022-03-24T00:19:01.525-07:00Comments on في سبيل الله: تعريف السياسة - لمحمد فتحي رسليم رحمه اللهAbu Abdallahhttp://www.blogger.com/profile/05079150112270330093noreply@blogger.comBlogger1125tag:blogger.com,1999:blog-2716534628297309241.post-71893997240428244732008-10-26T11:52:00.000-07:002008-10-26T11:52:00.000-07:00إننا ونحن نعيش من غير سياسة، أي من غير راعٍ يسوسنا...إننا ونحن نعيش من غير سياسة، أي من غير راعٍ يسوسنا بأفكار المبدأ وتشريعاته، ومن غير أرضية تُنبِت رجالَ السياسة وتنبت رجل الدولة، إنما نعيش في دائرة مسؤولية غيرِنا، إما لقصورنا، وعندئذ نحتاج إلى أوصياء يرعون شؤوننا، وإما أننا نعيش هملاً على هامش الحياة، لا يُؤبَه بنا ولا نحسب في عداد الأحياء، فترتّب لنا وجبات الطعام كما يُقدَّم العلفُ للدواب وإما أن نُحشر في زاوية يتسلط منها عدوُّنا علينا، ويتمكن من رقابنا ويسومنا سوء العذاب، ويحرص على إفنائنا.<BR/>فها نحن وقد تنبهنا لنرى عدونا قد تمكن من رقابنا يسومنا سوء العذاب ويسوقنا كما تساق المواشي، ويقدم لنا وجبات الطعام تقنيناً كما تقدم للدواب. وفي المحصلة النهائية فهو يعمل على إفنائنا.<BR/>إننا نشاهد بأم أعيننا ونحس إحساساً لا يخدعنا أن عدونا يعرف كيف يقدم لنا المِنَحَ وكيف يوزعها علينا، كما نحس ونرى كيف يمنعها ويفرض علينا الحصار حتى في غذائنا اليومي، هذه رعايتُه لنا أو وصايته علينا.<BR/>وأما كيف يسومنا سوء العذاب، فإننا نرى كيف يُقدِّم العشراتِ منا للذبح كل يوم كما تُقدَّم المواشي للمسالخ حسب الطلب، كما تهدم بيوتُنا فوق رؤوسنا، وتستغيث النساء ويصرخ الأطفال ولا مُغيثَ، وضعونا في حظائر ووضعوا علينا نواطير، أي رتبوا علينا حراساً في أنظمة بحدود هم حددوها، لنا فالتصقنا بتراب الوطن والتزمنا بحدود الوطن، ثم جمعونا فيما يسمى (جامعة الدول العربية) زيادةً في النكاية وتكريساً للوصاية.<BR/>لقد أخلص هؤلاء الحكام في حراستهم، ومع كل ما جرى ويجري لنا فإننا نهتف لهم ونصفق لهم، ونخلص لهم في الطاعة، وندعو لهم بطول العمر، ونحرص على تمديد وتجديد وظيفتهم وحاكمتيهم، هكذا نعيش في دائرة مسؤولية غيرنا، مسؤوليةِ عدونا، لأننا نعيش من غير سياسة.<BR/><BR/>إذن ما شأن السياسة؟<BR/><BR/>السياسة وهي رعاية الشؤون، تعني المسؤولية عن الآخرين. وتأتي هذه المسؤولية، في قمة ما تأتي، من النظرة إلى هذا الإنسان، ما هو وما وجوده في هذه الحياة الدنيا وما مصيره بعد هذه الحياة، فالاهتداء إلى حل هذه العقدة الحلَّ الصحيح المبنيَّ على اليقين والقناعة العقلية يتكون له مبدأ له فكرة صحيحة وطريقة صحيحة، تُبيِّن له الفكرةُ أفكارَ الرعاية ومفاهيم السلوك، وتبين له الطريقةُ كيفيةَ تنفيذها وحمايتها والعمل على نشرها، أي توصيلها للناس لإخراجهم من الظلمات إلى النور، يعبدون إلهاً واحداً ويسلكون منهجاً واحداً، ويعيشون في مجتمع متميز تُرعَى فيه شئونُهم وتُقضَى مصالحهم ويُوفر لهم الطمأنينة والأمان.<BR/>تبدأ الرعاية من رأس الهرم، أي تبدأ المسؤولية من المسؤول الأعلى وهو الإمام أو الخليفة، وهو الذي يناط به رعايةُ الشئون فيسوس الرعية سياسةً عادلة ويحسن تطبيق هذه الرعاية وسياسة الرعية، فيطبق النظامَ العادل المنبثق عن العقيدة وهو نظام الإسلام، ويضع الإستراتيجية التي يمارسها لنشر الإسلام وحمل دعوته إلى الناس جميعاً إلى شعوب الأرض وأمم الأرض الأخرى.<BR/>هذا شأن السياسة وهو المسؤولية والرعاية والقيادة.<BR/><BR/>ما هي مقومات السياسة؟<BR/><BR/>المسؤولية: يكون هناك مسؤولٌ ومسؤول عنهم، أي يكون هناك راعٍ ويكون هناك رعية، فالراعي يقوم بسياسة الرعية أي يرعى شئونها ويقضي مصالحها ويحافظ عليها، ويحفظ لها حقوقها بإرساء العدل وإحقاق الحقوق، ويوفر لها الأمن والأمان في الداخل ويسهر على حمايتها من العدوان الخارجي.<BR/>هذا الراعي هو الخليفة يجب أن يكون على دراية تامة بأحوال الرعية، يُواكِب الأحداث السياسية، والوقائع السياسية ليعالجها، كما يجب عليه معرفةُ حاجة البيوت وحاجة النساء والأطفال في المدن والأرياف، كما يجب عليه أن يكون على سَعَة الاطلاع على أحوال الأعداء الذين يتربصون بأمته الدوائر، ويُبَيِّتُون لرعيته الشرورَ، أي يكون سياسياً من حيث الرعايةُ وتطبيق الأحكام الشرعية وتنفيذها، وسياسياً من حيث المعرفة الواسعة بمكائد الأعداء وتصرفاتهم ومكائدهم ومؤامراتهم، وإن قَصَّر في ذلك أُخِذ على حين غِرَّةٍ وضاعت رعيَّتُه.<BR/>والأهم من كل ذلك، أن الأمة التي تعيش على مبدأ صحيح إنما يفرض عليها المبدأُ مسؤوليَّتَها عن غيرها، ويفرض عليها أن تقتعد مركز الصدارة بين دول العالم، كما يفرض عليها المبدأ أن تتسلم زمام القيادة، أي تفرض وجودها في الساحة الدولية بجدارة، وتعتبر نفسَها ويعرف العالم أنها هي المسؤولة عن بقية العالم، تحمل الناس على كاهلها لتخرجهم من الظلمات إلى النور، بتوصيل المبدأ إليهم وتضعهم في دائرة مسؤوليتها لتسوسهم بالمبدأ وترعى شئونهم بأحكامه وتشريعاته، ويصح انطباق قول الله عليهم ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ.....﴾.<BR/><BR/>ما هو دور الأمة في الحياة السياسية ؟ <BR/><BR/>الأمة ترتقي وتنهض بمبدئها، ورقيُّها ونهضتها تكون بامتلاء الساحة بثقافة المبدأ وتجسيد المبدأ بأفكاره ومفاهيمه في الأمة على العموم, وأبرز ما يكون في أفكار المبدأ ومفاهيمه هو المفاهيم والأفكار السياسية , أي يكون في الأمة حشد من العلماء في كل مناحي الثقافة وعلى رأس هؤلاء حشد من المفكرين السياسيين في ساحة تعج بالعلماء والفقهاء والمخترعين، وعلى أرضية تُنبِت القادةَ السياسيين ورجال الدولة المبدعين، أي تكون الأمةُ في مجموعها أي في التفكير الجماعي عبارةً عن حشود من السياسيين ينطلقون في اهتماماتهم وعملهم السياسي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) وقوله: كل مسلم على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبله).<BR/><BR/>وإذا عدنا إلى القاعدة الشرعية وهي: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) يفرض علينا الأخذُ بهذه القاعدة والعملُ بها أن يكون رأس الدولة - الخليفة ومعاونوه ومن هم في سلك التنفيذ والتطبيق - كلهم سياسيين يدركون السياسة الخارجية ويتابعونها، ويسهرون على ما يصدر من الدول العدوة الكافرة من تحركات وتصريحات ومؤامرات، كما تفرض هذه القاعدةُ على الأمة أن تقف أمام هؤلاء الحكام وتحاسبهم عند التقصير ، وتخلص لهم في الطاعة ليستويَ الطرفان الراعي والرعية في الحفاظ على المسئولية ويتم حسنُ الرعاية وحسن التطبيق لتستقر السيادةُ للمبدأ وتتمَّ السيادةُ للشرع والسياسةُ بالشرع.<BR/><BR/>هذا هو الإسلام السياسي يرقى بالإنسان بسياسته، وينعم المجتمع بسياسته ويعم العدلُ أصقاعَ الأرض وأطراف الدنيا التي وصلها الإسلام بحسن رعايته وسياسته.<BR/><BR/>فتحي سليم.Anonymousnoreply@blogger.com